مريم، لعبة عربية على
الهواتف الذكية ، والتي يبدوا أنها انتشرت كالنار في الهشيم بين شباب الدول
الخليجية وبالضبط في المملكة العربية السعودية.
ما السر وراء هذا الإنتشار يا ترى؟ قررنا
الإطلاع على اللعبة وتحميلها لمعرفة لما كل التغريدات عن اللعبة (باستعمال
وسم #لعبة_مريم) وعن كونها خطيرة، مُشبهين إياها بلعبة Blue Whale، أو
الحوت الأزرق التي انتشرت سابقاً مُنطلقة من الويب المُظلم، والتي اكتسب
شعبية كبيرة بعد ارتباط حالات انتحار (غير مؤكدة) بسببها.
اتخذت اجراءاتي الإحترازية قبل تحميل
اللعبة، قرأت عنها على تويتر، لاحظت مدى ثوثر الكثيرين.. نصحوا الجميع بعد
تحميلها كونها خطيرة على العقل وقد تُسبب للاعبها الإدمان بشكل سيء، وكوني
شخصاً يحب الغموض والمغامرة، التقطت هاتفي وبحث سريعاً عن لعبة مريم في
متجر تطبيقات الآيفون.
وجدتها سريعاً، بتقييم جيد أيضاً، يبدوا
أنها ليست سيئة حقاً بعد كل ما قيل عنها! أو ربما هي بالفعل تُشكل خطراً
لهذا حصلت على تقييم عالي كونها أثبثت جدارتها؟ سيبقى الأمر غامضاً مع لعبة
مريم على ما أعتقد.
انتهي تحميل اللعبة سريعاً، فما هي إلا 10
ميغابايت حتى أدخل عالم مريم، الفتاة التي من المفترض أنها تخاطبك، ترغب
منك مُساعدتها في مهمات مختلفة.. مع أنني لم أحصل على فرصة لتجربة لعبة
الحوت الأزرق، لكن يبدوا أنهما مُتشابهتين تقريباً من حيث الفكرة. اللعبة
تستقبلك بموسيقى درامية حزينة، أقرب إلى نوع Gothic Music والذي يعتبر
شائعاً بين الشباب ذوي الميولات الإنتحارية والمكتئبين عموماً.. لمسة لطيفة
لإدخالك سريعاً في جو اللعبة، والمهمة الأولى هي حماية مريم من مجموعة من
المخاطر المكونة من أشباح ومخلوقات غريبة تتساقط من فوقها.. كل ما عليك هو
الضغط على تلك الأشياء لتختفي.. اعتقدت أن الأمر سيكون سريعاً لكنه دام
لبضع دقائق، أمر جعلني أعتقد أنني أقوم بشيء خاطئ هنا، أو ربما مريم بالفعل
قد بدأت بالتلاعب بعقلي.
مررت إلى مراحل أخرى من اللعبة، والتي
بالمناسبة، لا يمكنك الإنتقال إليها كلما رغبت بذلك، حيث لا توجد قائمة
تتيح لك أي اعدادت أو ما شابه، كل ما عليك هو الحديث مع مريم من خلال بضعة
أوامر مُبرمجة مُسبقاً، قد تطرح عليك أسئلة غريبة من حين لآخر، وقد تطلب
منك القيام بأشياء في أحيان أخرى.
ارتبكت بعض الشيء هنا، فأنا في غرفتي أحاول
شرب كأس من القهوة، في حين أن الهدف من اللعبة، ربما، هو دفعك للخروج
والتجوال خارجاً في نفس الوقت الذي تتجاوب فيه مع اللعبة، لكن بصراحة لم
أجد أن تلك الأسئلة أو المهمات تحتاج لذلك، ربما لأن لعبة مريم في النهاية
ليست تماماً مثل لعبة الحوت الأزرق التي كانت تدفع لاعبيها للخروج والذهاب
لأماكن مُحددة، كالعادة، السوق المستهدفة لا تتناسب مع هذا النوع من
الألعاب.
المثير للإهتمام هنا أن اللعبة تأخذ بعض
المعلومات عنك، عنوانك، حساباتك الإجتماعية واسمك، حيث تستعمله للتواصل
معك، والحوارات مع أنها نوعاً ما غير مترابطة، إلا أنها قد تخدع البعض
حتماً في تصديق أن فتاة ما تُدعى مريم تتحدث معهم.. لا، ليس حقاً، الحوارات
هنا غريبة تماماً، هناك بعض الوقائع الغريبة مثل أزمة قطر وعلاقتها بالدول
الخليجية.. ناهيك عن أخطاء املائية في كل مكان، الأمر الذي أفقد اللعبة جو
الرعب النفسي الذي كان من المفترض تقديمه على أفضل وجه.
تنبيه من لعبه اسمها #لعبة_مريم pic.twitter.com/AadMEYGNlR— BanatZayed بنات زايد (@banatzayed) August 7, 2017
اضطررت للتوقف وحذف اللعبة، ليس لأنني بدأت
بالإرتباط بمريم، لكن لكوني وجدتها طريقة سخيفة إلى حد ما لجمع معلوماتك
الشخصية لأهداف أخرى بغاية لا يعرفها سوى المطور، أو ربما بدون هدف حتى،
التغريدات أشارت إلى كون اللعبة طريقة للتجسس عليك بعد طرحها أسئلة سياسية،
وهو أمر غريب آخر، لكن مع سذاجة اللعبة ومحتواها ككل، أجدها أغرب طريقة
للتجسس على شخص ما.
التصميم العام للعبة أيضاً لا يوحي بأي
مجهود من طرف المطور، وبصراحة، لا أعتقد أن لعبة مريم تعتبر اسماً
مُناسباً، فهي أقرب إلى تطبيق Chatbot حقاً، شيء يستطيع أي شخص برمجته في
وقت قصير بالإعتماد على الخدمات المجانية المُتاحة الآن، ودمج بعض الصور
والموسيقى مع بعض، واقناع المستخدم بأنها شخص لطيف يرغب أن يكون صديق
الجميع!